الإنياجرام

النوع الأول:

المثالي

مشاركة المحتوى:

لُمحة سريعة:

يتميز نوع الإنيجرام ٢، المعروف أيضًا بـ “المُساعد“، برغبة عميقة في أن يكون محبوبًا ومقدرًا من قبل الآخرين. وهم، بشكل طبيعي أو تلقائي، عاطفيون ويميلون لتقديم الرعاية للآخرين. وفي هذه المقالة، سنتعمق في السمات الرئيسية والأنماط الفكرية والسلوكيات ونقاط الضعف وفرص النمو لشخصية النوع ٢.

نظرة عامة على النوع 2:

يندفع أفراد النوع ٢ بحاجة أساسية للشعور بالحاجة إليهم وأنهم محبوبون. وغالبًا ما يعطون أولوية لاحتياجات الآخرين على حسابهم الخاص، في محاولة للحصول على القبول والاستحسان من خلال تقديم الخدمات والدعم.

شخصيات النوع ٢ أفراد يتميزون بدفء العلاقات، والكرم، والتعاطف، وينتعشون بتكوين صلات عميقة مع من حولهم.

السمات الرئيسية:

  • حنون، ورحيم، وعاطفي
  • كريم، ومعطاء
  • حساس ومتفهم لاحتياجات الآخرين
  • نُكران الذات، والتفاني من أجل الآخرين
  • التطلع لاستحسان الآخرين وقبولهم

الأفكار والمشاعر:

يعيش أفراد النوع 2 تداخلاً معقدًا من المشاعر، غالبًا ما يدفعهم الخوف العميق من رفض الآخرين لهم، إلى قمع مشاعرهم الخاصة في محاولة للحفاظ على الانسجام وإرضاء الآخرين. ومع ذلك، عندما لا يمكن الاستمرار في كبح مشاعرهم، قد يجد أفراد النوع 2 أنفسهم مغمورين بمجموعة من المشاعر المتناقضة، بما في ذلك الغضب، أو الحزن أو القلق أو الألم. وعلى الرغم من هذه النزاعات الداخلية، إلا أنهم قد يُظهرون أشكالاً من السعادة والإيجابية، سعيًا للظهور بصورة جذابة ومحبوبة لمن حولهم.

أنماط السلوك:

غالبًا ما يُظهر أفراد النوع ٢ أنفسهم على أنهم أشخاص مبتهجون ونشيطون وودودون، مدفوعون برغبة قوية في التواصل مع الآخرين وأنهم جاهزون لتقديم أي خدمة أو معونة. ومع ذلك، قد تكون هذه الروح المرحة الخارجية أحيانًا ستارًا يُخفي مشاعر أعمق من الاحتياجات غير الملباة وفترات أو نوبات من الاكتئاب العرضية بين الحين والآخر.

على الرغم أن أفراد النوع ٢ عادة ما يكونوا مثابرين ومتفانين فيما يشتغلون فيه، خاصة عندما يتعلق الأمر بمساعدة الآخرين أو متابعة المشاريع التي يشعرون بشغف تجاهها، إلا أنهم قد يظهرون أيضًا ميولاً للَّذة وينغمسون في إشباع شهوات-النفس. بالإضافة إلى ذلك، قد يقع أفراد النوع ٢ في فخ لعب دور “الشهيد” الذي يضحي بنفسه من أجل مصلحة الآخرين، فهم قد يضحون باحتياجاتهم ورغباتهم في محاولة للفوز بالآخرين، إلا أن ثمن ذلك معاناة عواقب هذه التضحيات وإهمال حاجاتهم الذاتية.

نقاط الضعف:

على الرغم من نواياهم الصادقة، فإن أفراد النوع ٢ غير محصنين من نقاط ضعفٍ يمكن لها أن تعيق نموهم الشخصي وسعادتهم. ويمكن أن تتجلى نقاط الضعف هذه في أشكال مختلفة، بما في ذلك:

تقديم المساعدة كوسيلة استراتيجية:

قد يُقْدِم أفرادُ النوع ٢ على مساعدة الآخرين كوسيلة استراتيجية أحيانًا، مع وجود دافع كامن للحصول على الاعتراف أو الاستحسان من قِبل الآخرين. يمكن أن يحجب هذا النهج الاستراتيجي في تقديم العون والمساعدة عن رغبتهم الحقيقية في دعم الآخرين وقد يؤدي إلى مشاعر الانزعاج أو الإحباط إذا لم يتم تقدير جهودهم كما كانوا يأملون ويتوقعون.

دعم الآخرين كشكل من أشكال التلاعب:

في حين أن أفراد النوع ٢ يستمتعون بدعم ورعاية الآخرين بصدق، إلا أنه قد تحصل حالات ينحرف فيها هذا السلوك إلى التلاعب بمشاعر الآخرين للحصول على ما يريدون بشكل لا واعي. فهم قد يستخدمون التصرفات الطيبة -بلا وعي كامل- كوسيلة للتأثير أو التحكم في الآخرين، مما قد يضر بصدقية علاقاتهم.

إهمال احتياجاتهم الخاصة:

واحدة من أبرز نقاط الضعف لدى أفراد النوع ٢ هي ميلهم إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات الآخرين على حساب مصلحتهم الخاصة وسعادتهم. وقد يعاني النوع ٢ صعوباتٍ في التعرف على احتياجاتهم الخاصة ومعالجتها، مما يؤدي إلى مشاعر الإرهاق أو الإحباط أو الشعور بعدم تحقق او تلبية هذه الاحتياجات.

الاعتماد على الآخرين:

قد يضطر أفراد النوع ٢ بشكل غير مقصود إلى تطوير آلية الاعتماد على الآخرين من أجل الحصول على الإقرار، وتأكيد قيمتهم الذاتية. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى دورة غير صحية حيث يسعى النوع ٢ باستمرار إلى الحصول على الموافقة الخارجية لتأكيد أهميتهم وقيمتهم.

الحاجة إلى أن يكونوا مهمين:

يتميز أفراد النوع ٢ بحاجة عميقة للشعور بالأهمية والتقدير من قبل الآخرين. بينما يمكن أن تدفع هذه الرغبة النوع ٢ للتفوق في الأدوار والمواقف التي يبذلون فيها رعايتهم، يمكن أن تتحول لنقطة ضعف، حيث يعطون الأولوية للتأكيد والإقرار الخارجي على قيمتهم الذاتية.

التطور والتكامل:

يمكن لأفراد النوع ٢ أن يبدأوا في تطوير وتكامل نقاط ضعفهم عن طريق تعلم إعطاء الأولوية لحاجاتهم الذاتية، ورسم حدود سليمة “صحية” في علاقاتهم مع الآخرين. فمن خلال التعرف على احتياجاتهم الخاصة وأنها حاجات تستحق الاهتمام، يمكن للنوع ٢ “المُساعد” أن ينمي نهجًا أكثر توازنًا في تقديم واستلام الحب والتقدير.

فضيلة النوع: التواضع

عندما يكونون في أفضل حالاتهم، يجسد أفراد النوع ٢ فضيلة “التواضع“. التواضع الحقيقي للنوع ٢ ينطوي على التعرف على حدود شخصيتهم وعيوبهم بينما يستمرون في تقديم الحب والدعم للآخرين من دون توقع أي مقابل. إنها استعداد للانسحاب والسماح للآخرين بالعناية بهم، مع الاعتراف بأنهم يستحقون الحب ببساطة بما هم، لا بما يقدمونه من خدمات أو مساعدة.

ما المقصود بالفضيلة؟

الهوى القاتل: الكبرياء

الكبرياء، بحسب الإنيجرام، هو تجلي حاجة مُلِّحة وعميقة في النفس للإقرار والتأكيد من قبل الآخرين. ويُمكِنُ للنوع ٢ أن يُظهروا الكبرياء من خلال سلوكيات السخاء الزائفة، حيث يستثمرون جهودهم في الرعاية والخدمة كوسيلة للإغراء وتجميل الذات. وقد يخلق هذا السخاء الزائف نمطاً من تصور للذات وما هي عليه من المثالية والعظمة، حيث قد يرى أفراد النوع ٢ أن لا غنى عنهم في حياة المرتبطين بهم، بل ولا يمكن استبدالهم أو التخلي عنهم. وغالباً، ما يتبع هذه الصورة المتضخمة للذات ومكانتها الزائفة، بجلدٍ للذات والتشكيك في قيمة الذات، حين لا تنفع هذه الجهود في الحصول على التقدير أو الإقرار المتوقع. والكبرياء يغذي دورةَ السعي وراء الإقرار الخارجي لدعم شعورهم بالقيمة لذواتهم، مما يؤدي إلى سعي دائم للإقرار والاعتراف من الآخرين.

الهوى القاتل في الإنياجرام؟

المسار من الهوى القاتل إلى الفضيلة:

تبدأ رحلة النوع ٢ من الهوى القاتل الخاص بهم “الكبرياء” إلى فضيلة نوعهم “التواضع” من خلال تحول عميق في الوعي بذواتهم والقبول بها. فمن خلال التعرف على كيفية عمل الفخر فيهم، سيستطيعون التعرف على أنفسهم وقبولها كما هي بشكل أفضل، ويتوقفون عن محاولة التوائم مع الصورة المنتفخة لما يعتقدون أن الآخرين يودون رؤيتهم من خلالها. ويشمل هذا العمل التخلي عن الحاجة إلى إثبات قيمتهم باستمرار للآخرين، ويمكن لأفراد النوع ٢ أن يعيشوا شعورًا عميقًا بالحرية والأصالة في علاقاتهم ورحلتهم في النمو الشخصي.

مثال واقعي:

لنأخذ سارة، شخصية من النوع ٢ تعمل بلا كلل لدعم أصدقائها وعائلتها. وبينما هي تجد الفرح في رعاية الآخرين، فإنها غالبًا ما تهمل احتياجاتها الخاصة وتواجه صعوباتً في إثبات ذاتها في العلاقات الاجتماعية. من خلال جلسات العلاج النفسي والتأمل، تتعلم سارة أن تُعطي أولوية لسعادتها الشخصية وتضع حدودًا صحية وسليمة مع الآخرين. ومع فهم سارة لذاتها أكثر واحتضانها لقيمتها الذاتية بما لا يعتمد على الإقرار والموافقة الخارجية، فإنها تعيش شعورًا جديدًا بالحرية وصدقية في تفاعلاتها واستجاباتها.

ختاما:

شخصيات النوع ٢ في الإنيجرام لديهم الكثير ليقدموه من حيث الرحمة والكرم والتعاطف. فمن خلال التعرف على نقاط ضعفهم ومعالجتها، يمكن لهم أن يُطوِّروا علاقات صحية ومتوازنة مع أنفسهم والآخرين. ومن خلال رحلة اكتشاف الذات والنمو، يمكن لأفراد النوع ٢ أن يتعلموا أن يحتضنوا جوهرهم الحقيقي ويتذوقوا الرضا الروحي المستوفي في الحالتين في حالة تقديم الحب أو تلقيه.

تبحث عن تطوير ذاتك أو كيفية التعامل الأفضل مع الآخرين؟

هناك الكثير من المعلومات والنصائح التي يصعب عليك إيجادها بسهولة نحن هنا لنقدم لكم الدعم والإرشاد وبشكل مجاني لفترة مؤقتة
إشترك الآن